الخميس، 23 أكتوبر 2014

الصراع بين الحق والباطل



بقلم / سر الإمامة 
****************
إن كل ما في الدنيا من أهواء, وأعمال, وآراء : متردد بين الحق والباطل, والهدى والضلال, والخطأ والصواب ؛ ومسألة الحياد في أمر الحق والباطل ؛ مسألة غير واردة , وحين يقول إنسان : أنا محايد بين الحق, والباطل ؛ يصنف في دين الله وشرعه في قائمة أهل الباطل , ولذلك يقول الله جل وعلاه : { فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ...} سورة يونس.
  يرغب كل امرئ في معرفة الحق من الباطل والإطلاع على الحقيقة وتطبيقها على نفسه ومجتمعه.والجميع يودون نصرة الحق، وهم يدعون ذلك أيضاً وكل يقول: إن عملي، أو عملنا، ومواقفنا، وأسلوبنا في الحكم، ونمط حياتنا، ونظامنا الفكري والعقائدي، وسلمنا وحربنا، وعلاقاتنا الداخلية والخارجية... كلها على حق!وكل منا يسعى لإظهار نفسه أنه على حق، وهذه الحالة النفسية من الأساليب والحيل المعروفة عند الإنسان التسويفي، إذ يدعي كل من الظالم والمظلوم، والمستعمر والمُستعمر، والمعتدي والمعتدى عليه، بأنه على حق، ويحاول تبرئة نفسه من الباطل، وإلباس أعماله بلباس الحقيقة، ويزعم أن الحق معه، وأن له الحق في أن يفعل هذا الشيء أو ذاك.إذن، ينبغي قبل كل شيء تعريف الحق والباطل ومعرفتهما. وبعد معرفة الحق والباطل، نستطيع أن نميز بين أنصار الحق الحقيقيين ومن يدّعونه كذباً وزوراً، فلا تنطلي علينا أحابيل أهل الباطل، ونميز الحق وقول الحق وسبيل الحق عن الباطل ومن يتبعه.
قال الإمام علي عليه السلام
"رحم الله رجلاً رأى حقاً فأعان عليه، أو رأى جوراً فردّه، وكان عوناً بالحق على صاحبه"
و المتتبع لمرجعية سماحة أية الله العظمى السيد الصرخي الحسني دام ظله يجد الكثير من التشخيصات السديدة والسليمة التي تعين المشاكل في الواقع العراقي والإسلامي والتي تعبر عن قراءة موضوعية من قبل هذا العالم الأصولي الذي حمل على عاتقه الدفاع عن العراق المظلوم وتشخيص الظالم والجهة التي ينتمي إليها أو التي تتبناه أو الدول الاستكبارية فنرى إن سماحته من الشخصيات الإسلامية البارزة في تشخيص وتعيين السبب الذي يجعل من الإسلام والمسلمين في موضع الاستضعاف والاستصغار والذلة والمهانة فنرى المؤامرات تحاك في أحلك الظلمات على الإسلام والعراق ولا من متصدي وان وجد فهو ضئيل مقارنة بالطرح الذي يصدر من سماحته في تعيين المفسد وعزله والانتصار للمستضعفين من كل القوميات والأديان – وما بيان سماحته ( وحدة المسلمين ... في ... نصرة الدين )  إلا درسا يعطيه سماحته في حقيقة الصراع بين الحق والباطل ومنذ متى وجد هذا الصراع, وكيف إن الحق يتجسد في أشكال وأطوار وكذلك الباطل, إذ يقول سماحته ...
{... ليس الآن ولكن القضية متأصلة ما دام الصراع بين الحق والباطل ومادام إبليس الشيطان اللعين فاعلا رئيسيا وما دام شياطينه ومطاياه كثر من الجن والإنس................
وكذلك القضية متأصلة ما دام العقل موجودا وما دام العقل قد خاطبه المولى بالإقبال والإدبار فاقبل وأدبر وخاطب المولى العقل بالقول بك أثيب وبك أعاقب............
وكذلك القضية متأصلة ما دام الأمر والنهي ونصح الآخرين من الواجبات الإلهية الرئيسية والتي فيها قوام الأمة ودوامها وتطورها وارتقاؤها وعلوها...............
إذن تبقى قضية الحوار والنقاش العلمي فاعلة وحاضرة ... ويبقى الشيطان ومطاياه فاعلين من اجل حرف القضية عن مسارها الإسلامي الرسالي الفكري الأخلاقي إلى مسار العناد و المكر والخداع والنفاق ... فيوجهون القضية نحو الظلام والضلال والتفكيك والانشطار والتشضي والفرقة والصراع والضعف والذلة والهوان التي أصاب ويصيب الأمة الإسلامية من قرون عديدة ... }.

الأحد، 14 سبتمبر 2014

إبراز أخلاقيات النهضة الحسينية:عنوان الحسين عليه السلام هو الامتداد الحقيقي لرسالة السماء.

 إبراز أخلاقيات النهضة الحسينية:عنوان  الحسين عليه السلام هو الامتداد الحقيقي لرسالة السماء.
  لقد اتسمت النهضة الحسينية بأخلاقيات سامية ومفردات سلوكية زاخرة بالمعنويات والمثل والقيم والمبادئ العالية وهي كفيلة بتوحيد الأمة جمعاء ، فلم تنفك لحظة من اللحظات عن هدف البعثة النبوية الشريفة في رسالتها للأمة وهو: (إتمام مكارم الأخلاق ) فقد سعى الإمام الحسين (ع) وخطط لهذه الثورة بوعي متكامل ، من جميع الجوانب ليكون لها الامتداد الذي يستوعب ويتخطى المكان والزمان،ويحتوي الفئات بشتى مذاهبها على مر العصور والدهور.
  يُحدّث التاريخ عن قمة التعامل الإنساني وبأخلاقية عالية من قبل الحسين (ع) للحر بن يزيد الرياحي (رض) الذي التقى بالحسين (ع) وهو في طريقه إلى كربلاء على رأس ألف فارس بعثهم ابن زياد والي الكوفة في حكومة يزيد بحثاً عن الحسين (ع) والقبض عليه وإدخاله الكوفة،وكان جيش الحر تاهَ في الصحراء وانقطع عنه الماء وبلغ بهم العطش إلى حد الهلاك فلما وصلوا للإمام الحسين (ع) وهم في هذه الحالة أمر فتيانه بأن يسقوهم وخيولهم أيضاً ففعلوا ذلك .
  كان باستطاعة الإمام أن يتركهم يهلكوا من الظمأ،وهم جيش عدوه،وتعتبر أول ضربة انتصار له في معادلة الربح والخسارة من الجانب المادي،(ولو كانت بيد غير الإمام الحسين (ع) من أولئك القادة الذين لا تهمهم مثل هذه المفردة الأخلاقية ولا يتجلى لهم غير ذلك النصر المادي العسكري الذي يشغف به القادة والمخططون]لفعلوا عكس ما فعل الحسين(ع)[،لكن الإمام يريد أن يسطِّر ملحمته ويتفنن في تشييدها على ضوء منهج أخلاقي وإصلاحي دقيق يغور في العمق ويزرع براعمه في ذات الإنسان يستمر بعد ذلك أجيالاً وثورات وتواريخ مضيئة ومواقف فاعلة ) وهاهو السيد الصرخي الحسني دام ظله المبارك  تصدى سماحة المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني وأكد ووجه ونصح وأمر بنبذ الطائفية في موارد عديدة ومواقف كثيرة منها ما ذكره في بيان رقم _ 28 _ (( نحقن دماء , نعلن ولاء , لعراق سامراء )) (((الرزية ... الرزية ... وكل الرزية في الحرب الطائفية ... والانقياد للتعصب الجاهلي الأعمى والسير في مخططات أعداء الإسلام والإنسانية , والوقوع في شباكهم وفخاخهم ومكائدهم , والانزلاق في مأساة وكارثة الحرب الأهلية الطائفية الدموية الآكلة والمدمرة للأخضر واليابس , والمميتة للقاصي والداني والتي لا يـُعلم متى وكيف تنتهي لو اتسعت واستحكمت ( لا سمح الله تعالى ) .... والتي حذرنا ..... وحذرنا ..... العلماء والسياسيين وغيرهم من السنة والشيعة … وحذرنا منها مرارا وتكرارا ..... ولكن ..... قال الله تعالى : ( وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) المائدة /71. .... فنحذر أنفسنا من إبليس وإتباع الهوى والمنافع الشخصية الدنيوية , ومن الفتنة ..... الفتنة ..... الفتنة ..... التي لاتبقي ولا تذر , فتنة التعصب الباطل والحمية الجاهلية والحرب الطائفية الأهلية , التي يعم شرها وضررها الجميع من أبناء هذا البلد الجريح , ولا يتوقع أي شخص انه سيكون في مأمن من ذلك , أيها العلماء , أيها السياسيون , أيتها الرموز الدينية والاجتماعية والسياسية , كفانا متاجرة بمشاعر الناس وعواطفهم , كفانا متاجرة ومقامرة بدماء وأرواح الأبرياء والبسطاء , فلنعمل جميعاً بصدق وإخلاص من اجل العراق وشعبه المظلوم , من اجل الإسلام , من اجل الإنسانية , يجب علينا جميعاً إيقاف سفك الدماء ونزفها , لنمنع زهق الأرواح , لنمنع الفتنة ..... فالحذر كل الحذر من الفتنة ..... الفتنة ..... الفتنة .....))) . وليس هذا البيان وحسب بل كان هناك بيان أخر وهو بيان رقم _ 31_ (( حرمة الطائفية والتعصب ..حرمة التهجير ..حرمة الإرهاب والتقتيل )) وأيضا بيان رقم _ 72_ (( الحذر الحذر من طائفية ثانية )) والعديد من المواقف والتصريحات التي يرفض فيها الطائفية المقيته لكن هكذا صوت وطني يصدح بحب العراق وشعب العراق ويدعوا إلى السلم والسلام ونبذ الحقد والكراهية ورص الصف العراقي و إلى تكاتف وتلاحم العراقيين من اجل الوقوف بوجه 

الثلاثاء، 24 يونيو 2014

الرئاسة بين المفهوم الإسلامي والمصالح الشخصية

الرئاسة بين المفهوم الإسلامي والمصالح الشخصية 
***************************************
الإسلام دين شامل تناولت تعاليمه جميع أمور الدنيا التي نعيشها, فهو دين ودولة, خُلق وقوة, سياسة وحكم, ومادة وثروة, دين عفو وتسامح, دين شدة ولين, وهو الدين الصحيح لأنه آخر الديانات الصحيحة وأكثرها استحقاقا وأيضا غير محرف كمثل بعض الديانات الأخرى التي حرفها الناس وغير مستحدثة من قبل البشر كبعض الديانات. لذا فهو يتناول نظاما فيه قواعد وشروط تنظم حياة الناس بأفضل الطرق, ويجب على كل حكومة إسلامية إتباع نظامه الذي وضعه لنا الخالق عز وجل. 
إن النظام الإسلامي في الحكم نظام متميز بكل المقاييس عن باقي الأنظمة الأخرى لوجود خصائص مميزة فيه تجعله فوق كل الأنظمة, ومن ضمن هذه الخصائص هي خاصية رجوع الحكم لله سبحانه وتعالى وأيضا العدل والمساواة والطاعة والشورى والمشاركة مع الآخرين في ما يصب في صالح الدولة وهذا ما قام به الرئيس الأول للإسلام الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم, فهو كان يحكم بحكم الله سبحانه وتعالى, وحكم بالعدل والمساواة وعمل بالشورى والمشاركة مع الآخرين ولم يقصي أي طرف أو جهة وعاشت كل الطوائف والملل والنحل في دولته بعيش رغيد حر كريم وفي أمن وأمان, وهذا هو المعنى الحقيقي للرئاسة في المفهوم الإسلامي.
أما إذا خرجت الرئاسة من هذا المعنى وهذه المفاهيم فهي تصبح عبارة عن منصب لهلاك الحرث والنسل, والشواهد التاريخية كثيرة خصوصا عندما يكون الرئيس أو من يشغل نصب الرئاسة منقادا لملذاته ونزواته الشخصية وينسى الله سبحانه وتعالى أو يعرض عن ذكر الله, فتصبح تلك الدولة عبارة عن جحيم في الأرض, فلا عدل ولا مساواة ولا إنصاف ولا حكم بما يريد الله سبحانه وتعالى وإقصاء للآخرين, مما يؤدي إلى هلاك تلك الدولة وزوال ذلك الرئيس حتى وان طال به الأمد, وما دولة فرعون والنمرود وغيرهم من جبابرة الأرض إلا شواهد حية من التاريخ تبين لنا كيف يكون مصير من يحكم بمنأى عن حكم الله سبحانه وتعالى وعما يريده جلت قدرته.
ومشهد هذه الدول يتكرر اليوم في العراق بوجه خاص فهاهم من يحكمون العراق لم يحكموا بما انزل الله سبحانه وتعالى ولم يحترموا حقوق الإنسان وديانته ولم يصونوا عرض من هم يحكمونه فسياسة الإقصاء والتهميش والتطريد والتجويع هي السائدة فلم يسلم منهم لا مذهب ولا طائفة ولا قومية ولا عرق, وكل هذا من أجل المصالح والمكاسب الشخصية الدنيوية ونزولا لرغبة من جاء بهم لان بقاء هذا الحاكم أو ذاك مشروطا برضا الجهات التي تدعمه, وما يقوم به من إقصاء وهتك وانتهاكات للحرمات والمقدسات وعدم احترام للحقوق هو ما تريده تلك الجهات, من اجل سهولة تمرير المشاريع التي تسعى لتحقيقها تلك الجهات, فنلاحظ كل من حكم العراق يعمل على نفس الوتيرة ونفس الشاكلة فتقصى الطائفة الفلانية ويهمش المذهب الفلاني مع شياع النزعة الطائفية والترويج للقتل وسفك الدماء.
فنسوا الله سبحانه وتعالى الذي اهلك فرعون والنمرود ومن سار على نهجهم ألاستكباري المتجبر, فأقصي من أقصي وشُرد من شُرد وقتل من قتل وعذب من عذب من العراقيين لا لشيء سوا خدمة لأجندات خارجية وسعي لمكاسب شخصية فخالفوا بذلك المفهوم الحقيقي لمعنى الرئاسة في الإسلام وهاهم اليوم يعضون على الأنامل بسبب سياستهم ورئاستهم البعيدة عن إرادة الله سبحانه وتعالى ومخالفتهم لما جاء به سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم رغم انه يتظاهرون بالتمسك به, نسوا إن الله يسمع ويرى, نسوا إن الظلم زائل, نسوا قدرة الله سبحانه وتعالى, نسوا الله فأنساهم ذكره, نسوا إن الصبح قريب وهلاكهم وشيك وساعتهم قريبة, {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ }هود81 , هذا هو حال من يحكم العراق.
سوف يهلكون كما هلك غيرهم ممن سبقهم ممن لم يحكم بما انزل الله سبحانه وتعالى وسوف تدور عليهم دائرة السوء بعد ما نسوا الله سبحانه وتعالى وغرتهم الحياة بزغرفها وبما حصلوا عليه من امتيازات بسبب ذلك المنصب والكرسي وسلطان الحكم والرئاسة, يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية الثانية والعشرون ...
{... كل شيء صار عندهم القرآن المنزل والكتاب المقدس انه الأول في الانتخابات, انه صار في البرلمان, انه حصل على هذه القوة الأمنية من كذا عدد من الأفواج أو من السرايا أو من الأشخاص التي ستحميه, حصل على هذا الكم الهائل من المليارات, اكتنز هذا الكم الهائل من الكنوز والأعيان, امتلك في الشرق أو في الغرب, حصل على هذا الجواز الذي يخرج به إلى هذه الدولة أو تلك, حصل على جواز من هذه الدولة أو تلك, حصل على رضا الاميركان أو إيران أو السعودية أو غيرها، نسينا الله تعالى، نسينا قدرة الله سبحانه وتعالى، فزنا في الانتخابات انتهى الأمر؟! لا يوجد أمر الله؟ الله لا يغير الأمر لا يجعل لصوت الحق وصولة الحق ودولة الحق وإمام الحق لا يجعل هذه الدولة في ليلة، لا يغير هذه الدولة في ساعة لا يخسف بكم الأرض مالكم نسيتم الله ونسيتم الآخرة!!..}.
https://www.youtube.com/watch?v=OpdffP5yhS4





الأحد، 8 يونيو 2014

السيد الصدر الثاني يأمر بطباعة تقريرات السيد الصرخي في حين يرجع تقريرات الآخرين المركز الاعلامي / كربلاء المقدسة

السيد الصدر الثاني يأمر بطباعة تقريرات السيد الصرخي في حين يرجع تقريرات الآخرين

المركز الاعلامي / كربلاء المقدسة


كشف المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) أن تقريرات البحث الخارج الأصولي للسيد الأستاذ الصدر الثاني جاءت بعد أن عجز الطلبة عن تقرير بحثه الخارج، مشيراً إلى أن أثنين من طلبة السيد الصدر الثاني كتبا التقريرات لكن السيد (رحمه الله) أرجعها لأنها لا تمثل رأيه، فيما بين السيد المرجع أن السيد الصدر قَبِلَ تقريراته وقدّم لها مقدمة وأمر بطباعتها.
وقال المحقق السيد الصرخي: "عندما كان السيد الصدر يكتب ويعطي الدرس الخارج عرض الدفتر على أحد المشايخ لغرض تقرير الأبحاث الأصولية فكتب شيخ فلان له التقريرات واستلم منه السيد الصدر كي يراجع التقريرات وبعد الاطلاع عليها أرجعها السيد (رحمه الله) وقال هذه غير تامة ولا تمثل رأييّ، فأعطاها لشخص ثان أيضاً كتب ولم يفلح لكن هذا لم يكتب كل التقريرات كما سبقه، عنده نوع من الاحتيال والفطنة فقال سأكتب جزءاً وأقدمه فإذا كان مناسباً أكمل التقريرات وإذا لم تناسب أترك، وفعلاً كتب وقدم جزءاً من البحث وعندما راجعه السيد الأستاذ أرجعه وقال هذا غير تام ولا يمثل تقريراتي".
وأضاف سماحته "فأنا بادرت أن أقرر وقلت له أنا سأقرر فرحب بالفكرة قال لا بأس جزاك الله خيراً وكنت في وقتها أعمل معه في البراني وقال لي اليوم بعد الدوام (وكان يستقبل رحمه الله الناس عصراً ) وكانت عنده السيارة (المسيبيشي) فقال بعد العصر تعال معي إلى البيت، وعند الاستفهام عن المجيء قال حتى أعطيك دفتر التقريرات فاعتذرت وقلت له لا أنا أكتب ما قررت فقال: لا بأس أجعله مصدراً لك قلت له إذا أخذته منك لا أفتحه أصلاً، وفعلاً اعتذرت عن الذهاب معه، فكتبت التقريرات وقدمتها له (رحمة الله عليه)، وبعد فترة في شهر رمضان ذهبت معه إلى البيت واعطاني الدفتر وعندما دخلت عليه سألته عن التقريرات أين وصلت؟ قال نعم راجعت لكن هذا ليس تقريري لم أقله ولم أذكره في الدرس من أين؟ هذا ليس مني، فقلت له هذا ما فهمته، قال بل هذا أفضل من الذي أعطيته وأنا كتبت لك مقدمة وقبلته وخذه وقدمه للطباعة".
وجاء كلام سماحته هذا خلال محاضرته العقائدية العشرين والتي ألقاها الخميس 6 شعبان 1435 وناقش فيها أفكار ابن تيمية.
يذكر أن تقريرات سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله) حملت عنوان (مبحث الضد) و(حالات خاصة للأمر) وهي تقريرات لأبحاث السيد الصدر الثاني التي ألقاها في بحثه الخارج ويمثلان الجزء السابع من منهج الأصول بقسميه الأول والثاني، وهي عبارة عن تقريرات وإشكالات في حين أن الذين قرروا أبحاث السيد الصدر وأرجعها عليهم هم كل من (الشيخ علي سميسم والشيخ محمد اليعقوبي).
كما أن المقدمة التي كتبها السيد الصدر الثاني (قدس سره) على تقريرات السيد الصرخي الحسني هذا نصها "قد استقرأت في الجملة بعض مطالب هذا البحث الجليل الذي تفضل به هذا السيد الجليل (دام عزه) فوجدته وافياً بالمقصود مسيطراً على المطلوب مع الأخذ بنظر الاعتبار ما ذكره (دام عزه) في مقدمته أسأل الله حسن التوفيق له ولنا ولجميع المؤمنين ".