الاثنين، 4 نوفمبر 2013

القضيّة الحسينيّة.. عمقٌ إسلاميّ وتطلّعات إنسانيّة زينب(ع): الصّبر والقوّة في الموقف .








القضيّة الحسينيّة.. عمقٌ إسلاميّ وتطلّعات إنسانيّة
زينب(ع): الصّبر والقوّة في الموقف .

لا شكّ في أنّ العاطفة مقدّسة، ولا إنسانيّة بدون العاطفة، والحسين(ع) هو سيّد الإنسانيّة في معنى العاطفة، العاطفة الّتي كان يعيشها في نفسه كأيّ إنسانٍ يقف أمام المأساة، والعاطفة الّتي كان يعيشها تجاه أمّته، ولكنّ الحسين(ع) كأبيه، "قد يرى الحوّل القلّب وجه الحيلة"، وجه الموقف، وجه الجزع، وجه البكاء، ودونها حاجز من أمر الله ونهيه، لأنَّ الله يريد له أن يجسّد القوّة في صبره، كما يجسّد القوّة في قتاله، وهذا ما جسّدته زينب(ع) بقولها: "اللّهمّ تقبّل منّا هذا القربان"، وتقول في مخاطبة يزيد: "فكِد كيدك، وناصب جهدك، فإنّك لن تمحو ذكرنا، ولن تميت وحينا"، وتقول في مخاطبة ابن زياد: "ثكلتك أمّك يا بن مرجانة"، فهل زينب الّتي تتحدّث بهذا الحديث الّذي نسمعه، هي الإنسان الّتي لا شغل لها إلا البكاء والصّراخ وما إلى ذلك؟!

عندما تكون المرأة في ساحة المعركة ، ليست حرّةً في التّعبير عن نفسها عاطفيا بما يؤثّر سلباً فيها
لقد ترك لنا الشّعراء بمختلف مستوياتهم، حديثاً عن زينب يصوّرها كما لو كانت بدويّةً تبكي أهلها وعشيرتها، وتنادي بالويل والثّبور! زينب هذه كانت قمّة العاطفة، ولكنَّها كانت في الوقت نفسه قمّة الوعي، لقد كانت شريكة الحسين(ع) في إدارة شؤون المعركة حتّى في كربلاء، قبل أن تنطلق بالسّبي إلى الكوفة والشّام، وهي الّتي تركت زوجها في المدينة، وجاءت إلى كربلاء، لأنّها عاشت الزّوجيّة للقضيّة وللرّسالة.

لذلك، نحن لا نقول إنّ العاطفة في المرأة تسقط إنسانيّتها، ولكن عندما تكون المرأة في ساحة المعركة وفي ساحة الصّراع، عند ذلك لا تكون العاطفة حرّةً في التّعبير عن نفسها بما يؤثّر سلباً في ساحة المعركة.






هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخت نور ماذا تقولين بزيجت المتعه وما اهميتها

    ردحذف